كان حال العرب في الجاهلية قبل الإسلام يُرثى له، حيث انتشرت العديد من العادات الذميمة والأعراف القبيحة بين أفراد المجتمع كتجارة الرقيق والزنا والمعاملة الدونية للمرأة، فبُعِث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لنشر الرسالة التي أوكلها الله إياه، وكان له الفضل في هداية الأمة ونقلها من الكفر والعبودية إلى الإسلام،
وقد مرت الدعوة بالعديد من المراحل السرية والجهرية، كما أوذي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى هاجر من مكة مكان ولادته، لكن ذلك لم يزده صلى الله عليه وسلم إلا إصرارًا فنشر الدعوة خارج مكة وأسلمت الكثير من القبائل العربية حينها، ثم وافته المنية في المدينة تاركًا سنته العطرة للأمة الإسلامية ووصايا عظيمة للبشرية.
السيرة النبوية الشريفة
ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
ولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وخاتم النبيين في مكة المكرمة في شعب أبي طالب في يوم الإثنين، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول, ويوافق ذلك في التاريخ الميلادي الثاني والعشرين من شهر إبريل لعام خمسمئة وواحدٍ وسبعين للميلاد، وكان ذلك بعد خمسين يومًا من الفيل.
ما قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
حرب الفجار
حرب الفِجَار هي إحدى حروب العرب في الجاهلية، حصلت بين قبيلة كنانة وبين قبائل قيس عيلان، وقد سميت بحرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم (شهر رجب) والتي حرّم الله فيها القتال.
حلف الفضول
معاهدة أو اتفاق نشأ قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بين بنو هاشم وبنو تيم وبنو زهرة، تعاهدوا فيه على الدفاع عن أي مظلوم في مكة، وقد شهد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في العشرين من عمره، وكان سبب إنشاء الحلف خلاف حصل بين رجلين في مكة على تجارة بينهم.
تجديد بناء الكعبة وقضية التحكيم
قررت قريش إعادة بناء الكعبة بعد تصدع جدرانها، وعملوا على جمع المال لبنائها، واتفقوا على ألا يدخِلوا في بنائها إلا مالًا حلالاً، وأثناء بنائهم للكعبة خصصوا لكل قبيلة بناء جزءٍ منها، فجمعت كل قبيلة الحجارة على حدة وأخذوا يبنونها معًا، وحينما وصلوا إلى مرحلة وضع الحجر الأسود، اختلفوا فيمن يحظى بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه، فوقع الاختيار على الرسول صلى الله عليه وسلم في التحكيم بينهم، وبعدها طلب الرسول صلى الله عليه وسلم رداءً فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه وأخذه الرسول بيده ووضعه في مكانه، وبذلك تم حل النزاع الواقع بينهم.
نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم
تعددت صور نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء السيرة النبوية، في البداية كان الوحي يأتي إلى الرسول في منامه، وبعدها بهيئة رجل وبعدها بصورة ملائكة كما حدث في ليلة الإسراء والمعراج.
مراحل الدعوة الإسلامية
الدعوة السرية
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة السرية التي أمره الله بها فبدأ بدعوة أهل بيته ثم الأقربين فالأقربين، وكان ذلك دون علم قريش وأسلم حينها أربعين شخصًا، بينهم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد و أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، استمر الرسول في الدعوة بشكل سري مدة ثلاث سنوات إلى حين الإذن من الله بالجهر بها.
الدعوة الجهرية
انتقلت الدعوة من المرحلة السرية إلى المرحلة الجهرية، وبعد عِلم قريش بانتشار الدعوة تصدت قريش لها بكافة الأساليب مع تهديد وإيذاء وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الرسول لم يكترث لأفعالهم واستمر بنشر الدعوة.
خروج الرسول إلى الطائف
بعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول وأبي طالب عم الرسول في مكة، بدأ الرسول بنشر الدعوة خارج مكة، فذهب إلى الطائف برفقة زيد بن حارثة، في شهر شوال من السنة العاشرة للبعثة، وعمل على نشر الإسلام هناك إلا أنهم صدوه ورفضوا دعوته ورموه بالحجارة.
معاناة الرسول في تبليغ الرسالة
عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش وإيذائهم أثناء الدعوة إلى دين الإسلام، فقد تعرض له المشركين بصور متعددة من الأذى، فقد خطط المشركين لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة لكن الله كان ينجيه مع كل محاولة، وقد رمى المشركين أيضا على الرسول الحجارة بهدف إرغامه على التوقف عن الدعوة، رافق ذلك الاستهزاء والسخرية من الرسول وتوجيه الاتهامات الباطلة له كالسحر والكهانة، كما قاموا بتكذيبه أثناء دعوتهم للإسلام.
ليلة الإسراء والمعراج
معجزة الإسراء والمعراج من أشهر المعجزات التي حدثت مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أكرم الله تعالى نبيه في تلك الليلة بعد عام الحزن وبعد الأذى الشديد الذي لاقاه الرسول من المشركين، والتي يُرجح أنها كانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام العاشر من البعثة النبوية، أسرى الله تعالى بنبيه من مكة المكرمة إلى بيت المقدس راكبًا على دابة تسمى البُراق بصحبة جبريل عليه السلام ،ثم أُعرج به إلى السماء السابعة وبعدها رُفِع إلى سدرة المنتهى وإلى البيت المعمور.
الأذى والتعذيب الذي تعرض له الصحابة
ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس في مكة سرًا وجهرًا، وكان الرسول يقيم في مكة في حماية عمه أبي طالب، لكن الصحابة تعرضوا للتعذيب والاضطهاد الشديد من قبل قريش، ورغم كل العذاب الذي تعرضوا له ظلوا صابرين ثابتين على دينهم أمثال بلال بن رباح و الزبير بن العوام وعمار بن ياسر وأمه سمية رضي الله عنهم جميعًا.
الهجرة إلى الحبشة